انطلاق ملتقى أبوظبي للاستثمار في سيؤول

1.85 مليار دولار الاستثمارات الإماراتية الكورية

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلقت أمس أعمال ملتقى أبوظبي للاستثمار في عاصمة كوريا الجنوبية سيؤول، الذي ينظمه مكتب أبوظبي للاستثمار التابع لدائرة التنمية الاقتصادية - أبوظبي، بالتعاون مع سفارة الدولة لدى كوريا، في إطار برنامجه السنوي لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى إمارة أبوظبي.

وقال عبدالله سيف النعيمي، سفير الدولة لدى كوريا الجنوبية، في كلمة خاطب فيها حوالي 300 مستثمر ورجل أعمال كوري، إن هذا الملتقى يعد فرصة للاطلاع على طبيعة الاستثمارات التي تتميز بها إمارة أبوظبي.

وذكر أن إجمالي الاستثمارات المشتركة بين الدولتين بلغ 1.85 مليار دولار، وبلغ إجمالي الاستثمارات الكورية 1.4 مليار دولار، بينما بلغت استثمارات الإمارات 0.45 مليار دولار، مشيراً إلى أن هناك أكثر من 200 شركة كورية تعمل في الدولة، وأكثر من 11 ألف كوري يعيشون في الإمارات، حيث يعد أكبر مجتمع كوري بالمنطقة.

وأشار الى أن الإمارات وكوريا الجنوبية ترتبطان بعلاقات ثنائية متميزة منذ 1980، حققا خلالها العديد من الإنجازات في مسار التنمية والتطور الاقتصادي، وذلك رغم البعد الجغرافي بينهما، الأمر الذي دعا قيادتي البلدين الصديقين إلى الانتقال بعلاقات البلدين منذ عام 2009 من الإطار التقليدي إلى الشراكة الاستراتيجية الشاملة بإعلان مشروع الطاقة النووية الذي يتم بناؤه حالياً في الإمارات من قبل كونسورتيوم كوري، ويعد علامة بارزة في مسار العلاقات الثنائية.

مسار متصاعد

ونوّه إلى أن التحول في مسار العلاقات السياسية والاقتصادية بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية أخذ مساراً متصاعداً منذ زيارة مون جاي إن، رئيس جمهورية كوريا إلى دولة الإمارات، وتم خلالها التوقيع على عدد من الاتفاقيات الجديدة في مجالات مختلفة، منها الطاقة المتجددة والملكية الفكرية والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والصناعة والرعاية الصحية وتحلية المياه.

وأفاد سفير الدولة لدى كوريا الجنوبية في سياق العلاقات الاقتصادية بين البلدين بأن حجم التجارة الثنائية بلغ 14.93 مليار دولار في عام 2017، بلغ فيها إجمالي صادرات الإمارات إلى كوريا 9.55 مليارات دولار، حيث يعد النفط أكبر سلعة تصدرها الإمارات لكوريا، فيما بلغت واردات الإمارات من كوريا 5.38 مليار دولار وتشمل الأجهزة المنزلية والسيارات والكهرباء والمعدات الإلكترونية.

ودعا النعيمي المشاركين في ملتقى أبوظبي للاستثمار في سيؤول من المستثمرين ورجال الأعمال وأصحاب الشركات الكورية إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية التي توفرها حكومة دولة الإمارات في مجالات الإعلام والسياحة والطاقة والصناعة والنقل والخدمات اللوجستية والخدمات المالية والتأمين والصحة والتعليم والتكنولوجيا والاتصالات والعقارات والبناء والغذاء، بما يحقق الفائدة المشتركة للجانبين ويعزز في الوقت ذاته من حجم الاستثمارات بين البلدين الصديقين.

وأعرب في ختام كلمته عن أمله بأن تحقق جلسات الملتقى والاجتماعات الثنائية بين الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص من الجانبين على هامش أعماله أهدافها في تعزيز التواصل بين كل الأطراف لبحث فرص الاستثمار الواعدة في إمارة أبوظبي.

حرص

من جانبه قال أحمد بن غنام، المدير التنفيذي لمكتب أبوظبي للاستثمار، في كلمة له خلال افتتاح الملتقى، إن مشاركة عدد كبير من المسؤولين الحكوميين وممثلي القطاع الخاص من كوريا الجنوبية في هذا الملتقى يعكس حرص الجانب الكوري واهتمامه الكبير بالتطور الذي تشهده أبوظبي بما يوفر فرص استثمارية واعدة في مختلف القطاعات الاقتصادية.

وأشار إلى أن العلاقات الاستراتيجية بين كوريا الجنوبية والإمارات باتت اليوم صلبة وترتكز على التقارب الكبير لقيادتي وحكومتي البلدين الصديقين في العديد من المجالات مثل الطاقة والطاقة النظيفة من خلال بناء أول منشأة للطاقة تعمل بالطاقة النووية في الإمارات من قبل كونسورتيوم كوري.

وأضاف بن غنام أن العلاقات الثنائية شهدت تعزيز التعاون المشترك في قطاع النفط من خلال توقيع شركة أبوظبي الوطنية للبترول «أدنوك» عقدين بقيمة إجمالية تبلغ 3.5 مليارات دولار مع الشركة الصناعية الكورية العملاقة «سامسونغ» للهندسة لمعالجة النفط الخام واستعادة الطاقة والمياه.

وأوضح المدير التنفيذي لمكتب أبوظبي للاستثمار أن دولة الإمارات العربية المتحدة هي ثاني أكبر شريك تجاري لكوريا في منطقة الشرق الأوسط، حيث بلغ حجم صادرات الإمارات إلى كوريا الجنوبية خلال عام 2017 ما يصل إلى 9.55 مليارات دولار، في حين بلغ حجم الواردات 5.38 مليارات دولار، كما يتجاوز عدد الشركات الكورية الجنوبية المسجلة في دولة الإمارات 200 شركة باستثناء الشركات الموجودة في المناطق الحرة.

وأكد بن غنام في كلمته أن إمارة أبوظبي شهدت خلال الأعوام الماضية تطورات رئيسة وجوهرية في بيئة الأعمال قدمت خلالها بعض المزايا والمحفزات للشركات الأجنبية، خاصة الكورية، منها التقييم المستمر لتشريعاتها وأنظمتها القانونية والحكومية وتسهيل إجراءات التراخيص الاقتصادية.

وقال إن كوريا الجنوبية تعتبر نموذجاً متميزاً للتطور المبنيّ على الابتكار والمعرفة والذي يعد نموذجاً هاماً لتأسيس شراكة مع إمارة أبوظبي التي تسعى إلى تحقيق هذا الإنجاز من خلال تبني ونقل المعرفة التي تعتبر جزءاً من استراتيجيتها التنموية، حيث تولي اهتماماً كبيراً للقضايا المتعلقة بالابتكار والتكنولوجيا والصناعات الصغيرة والمشاريع المتوسطة.

أهمية

وقدم فهد الأحبابي، مدير إدارة الاستثمار الأجنبي المباشر بمكتب أبوظبي للاستثمار، عرضاً خلال الجلسة الافتتاحية للملتقى أوضح فيه أهمية دور مكتب أبوظبي للاستثمار وأهدافه الاستراتيجية التي تركز على تعزيز الاستثمارات الأجنبية بين إمارة أبوظبي والدول التي ترتبط بها بعلاقات اقتصادية قوية.

وأشار إلى أن كوريا الجنوبية تعد من أهم هذه الدول التي تسعى إمارة أبوظبي إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية والاستثمارية معها، وتأتي ضمن اهتمامات مكتب أبوظبي للاستثمار وبرنامجه السنوي لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى إمارة أبوظبي.

وقال راشد البلوشي، الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي للأوراق المالية، في تصريح له خلال مشاركته بالملتقى إنه على صعيد المستثمرين الكوريين المسجلين في السوق، فقد وصل مع نهاية الربع الأول من 2018 إلى 70 مستثمراً ينقسمون بين 35 مستثمراً فرداً و35 مؤسسة استثمارية، كما بلغت إجمالي قيمة تداولات المستثمرين من حملة الجنسية الكورية (بيعاً وشراءً) خلال عام 2017 نحو 50 مليون درهم.

فيما بلغت القيمة السوقية للأسهم التي يمتلكونها حتى نهاية 2017 حوالي 160 مليون درهم.

أما بالنسبة لإجمالي قيمة تداولات المستثمرين الكوريين (بيعاً وشراءً) خلال الربع الأول من 2018، فقد بلغت نحو 25 مليون درهم لتشكل ما نسبته نحو 5% من إجمالي تداولات المستثمرين من الدول الآسيوية في نفس الفترة.

ودعا البلوشي المستثمرين الكوريين لاستغلال الفرص الاستثمارية المتوافرة بسوق أبوظبي للأوراق المالية الذي يعد من أفضل أسواق العالم من حيث العائد على الاستثمار، حيث بلغ معدل توزيعات الأرباح النقدية للشركات المدرجة بسوق أبوظبي للأوراق المالية نحو 5.3٪ مع نهاية 2017، وبذلك يمثل واحداً من أعلى المعدلات في العالم.

مؤكداً أن جذب المزيد من الاستثمارات يعد ركيزة أساسية في زيادة عمق التداولات بالأسواق المالية.

300 اجتماع مع شركات يابانية وكورية

عقدت 16 جهة حكومية و15 من شركات القطاع الخاص بإمارة أبوظبي خلال زيارتهم لكل من طوكيو وسيؤول في الفترة من 7 إلى 9 مايو الجاري أكثر من 300 اجتماع مع حوالى 100 شركة يابانية وكورية.

ونجح عدد من شركات القطاع الخاص المشاركة ضمن الجهات الحكومية لإمارة أبوظبي في إبرام اتفاقات مع نظيراتها في اليابان وكوريا تتعلق بتحالفات لتوسيع الأنشطة التجارية وشراكات عبر الحصول على تقنيات حديثة ونقلها إلى أبوظبي.

وقال صالح مقطش الرئيس التنفيذي لشركة كنترول للمقاولات والتجارة وشركة «jopetwill» للصناعة المحدودة العاملة في قطاع خدمات النفط والغاز وخدمات الحقول البحرية والبرية إنه تم مقابلة 3 شركات يابانية و5 شركات كورية بهدف جذب صناعة أنظمة التحكم في الأعمال الكهربائية والاجهزة الدقيقة «instrumentation's».

وأشار إلى أن الشركة تمكنت من إبرام اتفاق مع شركة يونغ سونغ المتخصصة في مجال بناء الجسور والحفريات البحرية وصناعة هياكل البارجات البحرية التي تستخدم في حقول النفط البحرية بهدف الاستفادة من خبراتها في تحويل التكنولوجيا المتخصصة في هذا المجال إلى إمارة أبوظبي.

من جانبه قال سامح المصري الرئيس التنفيذي لمجموعة «تاماس» المتخصصة منذ اربعين عاما في مجال التشغيل والصيانة ومقاولات المرافق والبنية التحتية إن الشركة التقت 5 شركات يابانية كبرى في نفس المجال وتم مناقشة إمكانية استقطاب التكنولوجيا ونظم العمل الفني المتطورة لديها لتطبيقها في مشاريع البنية التحتية في امارة ابوظبي والدولة بشكل عام.

ولفت المصري إلى أن الزيارة الى كوريا الجنوبية أتاحت الفرصة لمقابلة 7 شركات متخصصة في مجال التشغيل والصيانة حيث تم الاطلاع على المنتجات الكورية وخاصة في مجال نظم ادارة معلومات النقل التي تتميز بها كوريا لتطبيقها ضمن نطاق مشاريع إمارة أبوظبي.

بدوره قال كركور ماسريهجان الرئيس التنفيذي لشركة الامارات للتقنيات الحرارية ETTS البالغ عدد عمالها 4 الاف عامل والمتخصصة في المقاولات الالكترونية والميكانيكية للمباني إنه تم مقابلة عدد 8 شركات يابانية وكورية خلال الزيارة .. معربا عن تطلعه للعمل مع هذه الشركات بهدف استقطاب التقنيات الحديثة والمتطورة التي تستخدم في المقاولات وخاصة بالمراكز الكبرى والمستشفيات والفنادق وغيرها .

وأوضح أن الزيارة أتاحت للشركة الاطلاع على جملة من ابتكار الشركات الكورية واليابانية الناجحة التي تميزت بها خاصة في انتاج الادوات الكهربائية والميكانيكية والصحية للمباني حيث تعتزم توريد هذه المعدات المتطورة من السوق الياباني والكوري إلى إمارة ابوظبي بهدف تطوير نظام مقاولات المباني التي تشرف على تطويرها الشركة.

من جهته ذكر غسان افيوني الشريك الاداري لشركة Steelwood للصناعة المتخصصة في صناعة الاخشاب أن عدد الشركات الكورية واليابانية التي تم مقابلتها أكثر من 6 شركات متخصصة وتم إبرام اتفاق مع شركة BNB الكورية المتخصصة في مجال البتروكياويات والفايبر بهدف إجراء بحوث تطوير مشتركة لتوفير منتج جديد بمواصفات عالية بناء على خبرات الشركتين.

Email